بحث تربوي حول
الهــدر المدرســــي
من انجاز: هاشمي مصطفى
الفهرس
مقدمة
الإطار النظري للبحث
1. تحديد موضوع و اشكالية البحث
2. فرضيات البحث
.3أهداف البحث
.4 أهمية البحث
الهــدر المدرســــي
.1ماذا نقصد بالهدر المدرسي ؟
.2أسباب الهدر المدرسي
2.1- الأسباب الاجتماعية والأسرية والثقافية
2.2- الأسباب الاقتصادية
3.2- الأسباب النفسية
4.2- الأسباب الجغرافية
3. دور المؤسسة التعليمية في الهدر المدرسي
4. إنعكاسات الهدر المدرسي
البرامج المعدة و المقترحة لمواجهة هذه المعظلة
1. الإجراءات المتخذة من طرف قطاع التربية الوطنية للحد من الهدر المدرسي
2. الإجراءات المتخذة على المستوى الأسري
3. مقترحات للحد من الهدر المدرسي
1.3-
دور وزارة
التربية الوطنية
2.3- تنمية الفضاء المدرسي
3.3- اجراءات التدخل و التعبئة و التأطير
خاتمة
المراجع
*********************************
مقدمة
تعد ظاهرة الهدر المدرسي من المشكلات التي تعاني منها
معظم الدول في مجال التربية و التكوين و من المواضيع المهمة المطروحة للنقاش و
للبحث في مجال علوم التربية. نظرا للوعي المتزايد بخطورة هذه الظاهرة واستفحالها
في المجتمعات وكذالك للتطور الحاصل في عمليات الكشف والتشخيص و التقييم والوعي
المتزايد لأولياء الأمور بخصوص هذه الظاهرة.
ونظراً لما تتميز هذه ظاهرة من طبيعة تربوية صرفة في موضوعاتها، وما تتصف به من تجريد وتعدد في
المفاهيم، فإنها تعتبر حقلاً معرفياً خصبا ومعقداً بالنسبة لمختلف المتدخلين و
الفاعلين التربويين. لذا نسعى من خلال هذا البحت إلى التطرق الى هاته
الإشكالية لما تكتسيه من أهمية لدى
المتعلم و أولياء الأمور وكذالك الجهة الوصية على القطاع. وسنتطرق لهذه الظاهرة في
اطار تصميم وسطي يراعي النظريات والمفاهيم و الأسئلة و الافتراضات المقترحة في هذا
المجال مع إبراز أهم العوامل المسببة لها والبحث عن سبل الكفيلة لتجاوزها او تحد من تبعاتها. و ذالك
في اطار التمحيص لطرق البيداغوجية الحديثة المعتمدة لتخطي هذه الظاهرة.
يظل الهدر المدرسي إحدى المميزات
الرئسية التي تطبع النظام التعليمي المغربي، وهذه الظاهرة تعد من أكبر المعيقات
التي تعرقل تطور العملية التعليمية بجميع مراحلها، والتي تسببت في نزيف كبير
للموارد البشرية، وهي ظاهرة مركبة تشمل مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية
والاقتصادية. وهي
آفة تسائل الدولة والمجتمع، بل تسائل السياسة التعليمية ببلادنا ككل.
وقد لاحظت العديد من الدراسات [2 , 5]أن ظاهرة الهدر المدرسي تنتشر أكثر
بالوسط القروي، تليه الأحياء الشعبية، أي الأحياء الهامشية والفقيرة بالوسط
الحضري، مما يعمق من نتائجه الخطيرة، مثل انتشار الأمية والبطالة والجريمة
في المجتمع وهدر الموارد المالية للدولة، كما يؤدي حتما إلى الانحراف
والتهميش والإقصاء واستغلال الأطفال في سوق العمل قبل سن الخامسة عشرة.
وقد كشفت الأرقام الرسمية أن ظاهرة
الهدر المدرسي في تصاعد متزايد
[2 , 5] ،
في السنوات الأخيرة ، لذلك ظل هذا الملف
حاضرا في أي مشروع للإصلاح التربوي الذي
تباشره وزارة التربية الوطنية وكذالك المجلس الأعلى لتربية والتكوين.
وبناء عليه، فقد ارتأينا من خلال هذا البحث تسليط الضوء عن
هذه الإشكالية، التي بلا شك تؤرق بال المسؤولين عن القطاع التربوي في بلادنا، وذلك
لإبراز أبعاد هذه الظاهرة وتلمس أسبابها ، مع وضع بعض المقترحات الكفيلة بالتصدي
لها أو الحد منها.
الإطار النظري للبحث
1. تحديد موضوع و اشكالية البحث
في مجتمع يولي أهمية كبرى للتعليم ويعتبره قاطرة أساسية في
التنمية المنشودة و الارتقاء بالمستوى الاقتصادي و الاجتماعي. وفي ضوء التغيرات
الكثيرة التي طرأت على الأنظمة التعليمية و المناهج الحديثة أمست ظاهرة الهدر
المدرسي تؤرق و بقوة المسؤولين التربويين و أصبحت تحتل مكانة مهمة في مخططاتهم التربوية،
ايمانا منهم لما تشكله هذه الظاهرة من خطورة كبيرة على المتعلمين وتنعكس سلبا على
سلوكهم ومستقبلهم. وبالتالي تؤثر على قدرتهم على التكيف الاجتماعي و التفاعل مع
المحيط الاقتصادي.
إن ظاهرة الهدر المدرسي ظاهرة معقدة ومركبة نتيجة تداخل العديد
من الأسباب المتنوعة و تختلف من وسط الى أخر.
ومن هنا يكمن تحديد مشكلة البحث في السؤال الرئيسي الاتي:
v فما هي اذن المعوقات والأسباب التي
تدفع التلاميذ الى الهدر المدرسي وعلاقتها بمجال التربية؟
وللاجابة عن التسأل المطروح قمنا بصياغة
مجموعة من التساؤلات الفرعية:
ü ما المقصود بالهدر
المدرسي؟
ü ما مدى تأتيرالبنية
التربوية والبرامج التربوية على الهدر
المدرسي؟
ü ما مدى تأتير الأفكار
والأحكام المسبقة على التلاميذ في توقف عن دراستهم؟
ü هل سبب الهدر المدرسي
راجع الى الظروف الاقتصادية والاجتماعية
والتقافية لأسر؟
ü ما مدى مساهمة المجتمع
المدني و الهيئات المجتمعية في الحد من هذه الظاهرة ؟
ü ماهي الخطط و البرامج
المقترحة لتخطي هذه الظاهرة.
2. فرضيات البحث
يختبر البحث فرضيات تتعلق بأسباب تفشي ظاهرة الهدر المدرسي وفرضيات تتعلق
بالحد من انتشىارها، و تمت صياغة فرضيات هذا البحث علىى الشىكل التالي :
◄ يلجأ التلاميذ إلى التوقف الدراسي لأسباب تعود للعملية التربوية بكل
مكونتها.
◄ يلجأ التلاميذ إلى التوقف الدراسي لأسباب تعود للبيت والأسرة.
◄ يلجأ التلاميذ إلى التوقف الدراسي لأسباب تعود للمحيط الخارجي.
◄ يلجأ التلاميذ إلى التوقف الدراسي لأسباب اجتماعية واقتصادية و
تقافية.
3. أهداف البحث
ان اختيارنا لهذا الموضوع نابع من دوافع معرفية واجتماعية و تربوية
المتمثلة في:
ü الكشف عن العوامل والأسباب
المؤدية إلىى بروز وانتشىار هذه ظاهرة بكثرة بين أوساط التلاميذ.
ü توفيرمعطيات تساهم في
إيجاد حلول ممكنة تساعد على مواجهة هذه ظاهرة وسبل الحد من انتشارها.
ü حب الرغبة والاطلاع في
معرفة أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور الهدر المدرسي.
ü التعرف على الظروف
النفسية و الانفعالية والتربوية التي يعيشها التلميذ الذي توقف عن تمدرس.
ü انتشار الهدر المدرسي
بكثرة لدى التلاميذ وسط القروي وكذالك زحفه نحو الوسط الحضري.
4. أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في النقط التالية :
·
تسليط الضوء على مشكلة أصبحت ظاهرة منتشرة ومتفشية في
المجتمع وضرورة التنبيه لآثارها السلبية على المجتمع والمدرسة والأساتذة والتلاميذ
وأولياء الأمور والعملية التعليمية التعليمة.
· ما
يمكن أن يقدمه البحث من نتائج تسلط الضوء على أسباب انتشار وتفشي هذه الظاهرة،
فتعرف جميىع المعنيىين بها (تلاميذ، مدرسين، أولياء أمور، القائمين على
العملية التعليمية) وبالتالي الحد من انتشار هذه الظاهرة لما لها مىن آثار سىلبية على النظام التعليمي والمجتمع بكافة فئاته.
العملية التعليمية) وبالتالي الحد من انتشار هذه الظاهرة لما لها مىن آثار سىلبية على النظام التعليمي والمجتمع بكافة فئاته.
·
ما
يمكن أن يقدمه البحث من توصيات ومقترحات تفيد فىي الحد من انتشىار هذه الظاهرة لما
لها من دور في عدم تكافؤ الفرص للتلاميذ في الاندماج في الحياة الاجتماعية
والاقتصادية، وتوجه المعنيين إلى تحسين
العملية التعليمية بتفادي الأسباب المتعلقة بثغرات في العملية التعليمية.
·
هىذا
البحث يعتبر بحثا
مهما لأنه يتناول ظاهرة تحتل مكانة في التخطيط الاستراتيجي لدوال الخاص بمجال
التربية و التكوين.
·
تتجلى
أهمية البحث من كون ارتباط موضوع البحث بالواقع المجتمعي، غيىر أن هذا
الاهتمام
قلما يتخذ طابعا علميا، ولذلك فإن هذا البحث يشكل نقطة تحول أساسية من شأنها أن تؤسس لتراكم في مجال البحث العلمي
والجامعي حول موضوع ظاهرة الهدر المدرسي، مما يؤكد على ضرورة هذا البحث وأهميته.
الهــدر المدرســــي
1. ماذا نقصد بالهدر المدرسي ؟
مهما تعددت الأسماء واختلفت المفاهيم والمصطلحات حول
الهدر المدرسي، فإنه يقصد به عموما التوقف في مرحلة معينة من المسيرة الدراسية
للمتعلم دون ان يستكمل دراسته في مرحلة معينة. ولكن عند الأخصائيين و
الباحتين التربويين يتخد هذا المفهوم أبعاد ومسميات أخرى: كالفشل المدرسي، والتخلف
أو التعثر الدراسي، والانقطاع المدرسي، وعدم التكيف الدراسي للمتعلم مع الحياة
التعليمية ...، وتعد هذه الظاهرة عند التربويين حقلا خصبا لسوسيولوجيا التربية.
وعموما نتحدث عن الهدر المدرسي عندما ينقطع التلاميذ عن
الدراسة كلية قبل إتمام المرحلة الدراسية أو ترك الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة. وكيفما
كان التعريف الذي نرتضيه لهذه الظاهرة، فإننا يجب أن نعترف أننا أمام ظاهرة تؤرق
مختلف المجتمعات بشكل عام مشكلة معضلة تربوية كبرى. فهي تحمل كل مقومات الفشل سواء
على المستوى الفردي أو على مستوى المجتمع. و هي من العوامل القادرة على شل حركة
المجتمع الطبيعية و تقهقره عائدة به إلى عتمة الجهل و التخلف و الانعزالية بعيدا
عن نور التطور و مواكبة لغة العصر في التقدم و الانفتاح. فالهدر المدرسي يحول دون
تطور أداء المنظومة التربوية ويحدث نزيفا كبيرا في في الموارد المادية و
البشرية.
و تشير بعض
الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و التعليم
العالي والبحث العلمي أن نسبة الهدر المدرسي، في المغرب [7, 6] ، بلغت سنة 2017-2018 بالسلك الابتدائي %5.7 في الوسط القروي أما نسبة
الهدر المدرسي بالسلك الابتدائي على المستوى الوطني فقد بلغت %1.1 بما
يعادل 38740 تلميذة و تلميذ. أما على المستوى السلك الثانوي الإعدادي، فقد بلغت
نسبة الهدر المدرسي %12 على المستوى
الوطني أي ما يعادل 183218 تلميذة و تلميذ. وعليه، فإن مجموع التلاميذ الذين
غادروا المدرسة بالسلكين معا على المستوى الوطني خلال الموسم 2017-2018 هو 221958 تلميذة و تلميذ. أما في ما يتعلق بالتعليم الثانوي التأهيلي، فبلغت
النسبة %3.31. و تمثل مرحلة الانتقال من التعليم الابتدائي إلى
التعليم الثانوي الإعدادي حدة هذا النزيف، إذ قاربت %10
، بينما بلغت %4.45 في الانتقال ما بين التعليم الثانوي الإعدادي و
التأهيلي.
في خلاصة تقرير
منظمة اليونسكو، وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والصادر سنة
2018، جاء فيه أن المغرب حل في الرتبة العاشرة عربيا و110 عالميا، من أصل 160
دولة شملها التصنيف الخاص بجودة التعليم. ويأتي التقرير ليكرس الصورة
التي سبق لتقارير دولية أخرى أن رسمتها للتعليم في المغرب، بعد تخلف المغرب عن دول
عربية تعيش الحروب والنزاعات. وتقدم المغرب على دول موريتانيا، الجزائر، مصر وفلسطين، فيما
تقدمت تونس ودول الخليج على المغرب ضمن التصنيف الخاص بعام 2017. ويواصل التقرير أن %10 من
الأطفال لا يلتحقون بالمدرسة، و حوالي %34.5
فقط
هي نسبة التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم بالثانوي، هذا بالرغم من كل
الإمكانيات التي توظف في قطاع التربية والتعليم، والتي تفوق %5 من الدخل العام للبلد.
نظرا لما تكتسيه
هذه الظاهرة من تعقيد فإنه يصعب تحديد أسبابها بشكل دقيق. فتتنوع بين أسباب
اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، ونفسية، وتربوية، وجغرافية وكذالك تتداخل فيها ما هو ذاتي أو شخصي. دون إغفال ما مدى للجانب التربوي من تأثير في
هذه العملية [4]:
1.2- الأسباب الاجتماعية والأسرية والثقافية
وتتجلى في العوامل
والأسباب التالية:
◄ يعد الجانب
الأسري والعائلي من الأسباب الأكثر شيوعا لهذه الظاهرة، باعتبار الأسرة صمام
الأمان لحياة الطفل بشكل عام. فالمسيرة الدراسية لطفل تبقى مستقرة مادام الوضع
العائلي كذلك، و ما أن يحصل أدنى توتر في العلاقة بين الآباء حتى تتحول حيات
الأطفال إلى كابوس. فالطلاق و الخصام المستمر بين الأب و الأم يخلق لدى الطفل حالة
من الارباك الدراسي. وذالك بجنوح و تهرب التليمذ من المدرسة و واجباتها. الشيئ الذي
يؤدي بشكل آلي إلى التكرار المستمر و بالتالي الانقطاع عن المدرسة وسط غياب
الاهتمام لدى الأسرة و متابعتها لمسيرة الطفل الدراسية.
◄ و في نفس
الإطار، يؤدي الغياب
المتواصل للآباء عن البيت، والإنشغال الزائد للأب أو الأم أو هما معا بعملهما أو بأشياء أخرى إلى عدم
المتابعة اليومية لدراسة الابن وعدم إلحاحهما علىيه ببذل مجهود إضافي من أجل التوفق في الدراسة، الأمر
الذي يدفع الابن إلى الإيمان بلا جدوى من العملية الدراسية برمتها فيعلن تمرده على
التعليم مما يدفعه في التفكير في الانقطاع.
◄سيادة بعض الأفكار الخاطئة حول تدريس
الفتاة القروية، حيث ترى بعض الأمهات أن البنت يجب أن تتعلم الأعمال المنزلية وبعض
الأنشطة الممارسة في المنطقة، وهذا كفيل لها بحياة زوجية ناجحة أما الدراسة فهي
شيء ثانوي. فإن مسألة الزواج
المبكر، تعد من بين الأسباب التي توقف
مسيرة الفتاة الدراسية عند مراحلها الأولى.
◄ يلعب الوسط
الخارجي الذي ينشأ فيه المتعلم دورا في التأثير على تحصيله الدراسي مما ينعكس سلبا
في استمراره أو توقفه عند مرحلة معينة من التدريس: فغالبا الأسرة التي يكون
أفرادها أميين لا يعيرون اهتماما للعلم لا يتخرج منها في الغالب الأعم إلا أطفال
يقنعون باليسير من العلم ما دام مثلهم الأعلى هذه حالته. و من جانب آخر، تلعب
العادات و التقاليد دورا هاما حيث نجد عائلات في العالم القروي لا تقبل على تعليم
البنات. و في أحسن الأحوال فإنها تقبل على استكمالها مرحلة التعليم الابتدائي لتقف
مسيرتها الدراسية عند هذا الحد. مادام بيت زوج المستقبل هو مآلها.
◄ وارتباطا بتأثير الوسط، تلعب رفقة السوء لدى
التلاميذ في ادكاء الهدر المدرسي حيت من الممكن أن تؤدي بدورها إلى الانقطاع عن
الدراسة. حيث يتأثر المتعلم بأصدقائه غير الراغبين في الدراسة. فيبدأ في التراخي
في إنجاز دروسه و تكاسله و ربما غياباته المتكررة. مما يؤدي بالمدرسة إلى اتخاذ
قرار بفصله وقد يحدث ذلك بشكل تلقائي. و تزداد خطورة هذا العامل إذا انضاف إليه
عامل آخر يتمثل في الفهم الخاطئ للأبوين لحب الابن فيبالغان في تدليله و تلبية كل
رغباته دونما خضوعه لأي محاسبة.
◄ أما الأسباب الثقافية فتتعلق أساسا بنظرة
السكان القرويين للمدرسة، فالعادات والتقاليد تلعب دورا هاما، فقد نجد أسرا
أحيانا تشجع أبناءها وبناتها على التمدرس خلال المرحلة الابتدائية فقط.
2.2- الأسباب الاقتصادية
تتجلى عموما في الفقر و الحاجة، الفقر الذي قيل
عنه أنه كاد أن يكون كفرا قد يكون سببا في الانقطاع عن المدرسة، حيث ارتفاع تكاليف
الدراسة من واجبات التسجيل و شراء الأدوات و الملابس و ربما البحث عن مسكن في بعد
المدرسة عن مقر سكنى العائلة و عدم استفادت التلميذ من منحة دراسية تمكنه على
الأقل من تلبية حاجياته الأساسية. و قد يكون الأب في حاجة إلى من يساعده في تحمل
متاعب الحياة فيزج بابنه في عالم الشغل بدل البحث له عن مقعد داخل المدرسة.
3.2- الأسباب النفسية
تتجلى في صعوبات اندماج التلاميذ في المحيط المدرسي، ومدى قابليتهم للانخراط
في المؤسسة التعليمية، وصعوبات التعلم لدى العديد منهم، وفقدان تقتهم بأنفسهم.
4.2- الأسباب الجغرافية
تتجلى في بعد المؤسسات
التعليمية عن سكن التلاميذ ولاسيما بالوسط القروي، وتشتت السكن، وصعوبة المسالك
وانعدامها أحيانا، وقساوة الظروف المناخية خصوصا بالمناطق الجبلية.
وفي ظل الاسترسال في ذكرالأسباب المتعددة والمرتبطة
بتأثير المجتمع و مدى اهتمامهه بالعلم والتعلم... ألا يحق لنا أن نتساءل عن
إمكانية أن تكون المدرسة ومناهج التربوية من
العوامل المنفرة من العلم و الدراسة و بالتالي قد تكون هي الأخرى سببا من أسباب
الهدر المدرسي؟
من المستملحات
و الطرائف عن حب المتعلمين للعطلة، أننا نلاحظ ما أن نعلن عن غياب مدرس ما لسبب من الأسباب حتى تعم
حالة من الفرح يتم التعبير عنها أحيانا جهارا، هذا يعني أن هناك حالة من التنافر
بين التلميذ و المدرسة قد نجد لها بعض التفسيرات فيما يلي [1] :
◄ من سلبيات
المناهج التقليدية أنها تحول التلاميذ إلى وعاء لاستقبال المعارف دون مراعاة للطرق
البداغوجيا لنقل المعرفة. أضف الى ذالك غياب عناصر التشويق الاثارة و تحبيب
الدراسة للمتلقي و معارف بعيدة كل البعد عن الواقعه الملموس. كل هذا يدفع التلميذ
الى الاحساس بالملل و الارهاق و
التفكير في هجرة المقاعد الدراسية.
◄ عدم مراعاة
قدرات التلميذ في تعليم يركز على المتوسط يحس فيه المتفوق أنه غير معني بما يقدم
من معارف فيتقاعس، و يحس فيه الضعيف أنه لن يصل يوما إلى فهم ما يقدم له فيفضل
الهروب من مدرسة عاجزة عن تقديم معارف جديدة له. و قد يكون الإحساس بالضعف شاملا
بمعنى أن التلميذ يعجز عن ملاحقة المتعلمين في مستواهم، و قد يحصل أن يكون التلميذ
غير قادر على تعلم بعض المواد التي يحس فيها بالضعف كالمواد العلمية (الرياضيات
مثلا) أو بعض اللغات الأجنبية (الفرنسية مثلا).
◄ أنظمة الامتحانات التي تغفل قدرات التلاميذ طيلة العام الدراسي و إهمال
نشاطهم اليومي و الاعتداد بنتائج الاختبارات - الكتابية الفصلية والسنوية.
◄ حالات
كثيرة يتعرض فيها التلميذ للفصل بقرار إداري يكون نتيجة حوادث تقع بينه و بين مدرس
أو مجموعة مدرسين. و السبب هو تحول المدرسة في بعض الأحيان إلى حلبة
لاستعراض العضلات من هذا الطرف أو ذاك : فتحدث مشاداة كلامية بين مدرس وتلميذ لا
لشيء إلا لأن المدرس لا يمتلك المرونة الكافية التي تجعل المراهق يحس أنه أخطأ
التصرف مع مدرسه دون اللجوء إلى أساليب العقاب التقليدية التي تبقى في كل الأحوال
محرمة من لدن القوانين المحلية.
◄ ضعف قدرة بعض
التلاميذ على مواكبة وتيرة الدراسة؛
◄ تعدد
المستويات الدراسية في القسم الواحد في بعض الأماكن من العالم القروي، وكذا
الاكتظاظ، الذي يمكن اعتباره ظاهرة عامة بأغلب المؤسسات التعليمية على الصعيد
الوطني.
◄ عدم ملاءمة
المقررات مع خصوصيات الفئات المستهدفة، فضلا عن حالات التكرار المتعددة، وكذا
ارتفاع تكلفة التدريس بالنسبة للفئات المعوزة؛
◄ سوء
العلاقة بين المعلم والمتعلم؛
◄ غياب
الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية؛
◄ عدم جاذبية
الفضاء المدرسي وقلة الأنشطة المدرسية والترفيهية؛
◄ عدم ملاءمة
بعض برامج التكوينات الأساسية للأساتذة والمديرين مع متطلبات المدرسة والتلاميذ.
◄ ضعف تغطية
المدرسة لحاجيات تمدرس الطفل (الكتب والمعدات المدرسية، عدم توافر المطاعم
المدرسية بالعديد من المدارس وخاصة بالعالم القروي، عدم وجود دور الطالبة بالقدر
الكافي..)
◄ ضعف
البنيات التحتية المدرسية، وفي هذا الإطار لا تزال العديد من المدارس
بالمناطق القروية بالخصوص غير مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب أو لا تتوفر على
مرافق صحية ، أو تفتقر للكهرباء. وقليلة هي المؤسسات التعليمية التي تتوفر على سكن
مخصص للمدرس ، ومن ثم فإن عددا مهما من المدرسين يزاولون عملهم في ظروف غير ملائمة
للعملية التربوية .
◄ حالات
الغياب المتكررة لدى بعض المدرسين، والتي تعود في الغالب إلى ظروف العمل الصعبة
ولاسيما بالوسط القروي (البعد، السكن، النقل، التجهيزات…).
كل هذه الأسباب التربوية التي ذكرناها وأسباب أخرى، تلعب دورا كبيرا في تراجع
دور المدرسة ورسالتها التربوية وتفقدها الثقة في المحيط الاجتماعي والأسري، وتخلق
نفورا في نفوس التلاميذ الذين يغادرون حجراتها وأقسامها دون استكمال دراستهم.
وهذه الوضعية المقلقة تسائل دور الدولة والوزارة الوصية على القطاع، وكذا
دور الجماعات الترابية في توفير بنيات مدرسية بمواصفات جيدة ولائقة.
4. إنعكاسات
الهدر المدرسي
من بين النتائج المباشرة للهدر المدرسي تتجلى في تأخر
التعليم من جهة ، وفي الرفع من نسبة الأمية من جهة ثانية، مما يجعل البلاد
تحتل مراتب متدنية في مؤشرات
التنمية البشرية. فالهدر المدرسي يشكل آفة
تؤثر سلبا في تنمية وتقدم الدول لأنه يشكل استنزافا للموارد البشرية والمادية
للبلاد.
البرامج المعدة و المقترحة لمواجهة هذه المعظلة
حسب ما سبق ذكره، يتأكد لنا ان خطورة
الهدر المدرسي و تداعياته تمس
الكيان المجتمعي برمته لذا ينبغي أن يكون هم القضاء عليها هم مختلف مكونات المجتمع.
1. الإجراءات المتخذة من طرف قطاع التربية الوطنية للحد من الهدر المدرسي
ايمانا منها
بخطورة هذه الظاهرة و انعكاساتها السلبية، بدلت وزارة التربية الوطنية المغربية
إلى بدل جهود كبيرة من أجل الحد منها، وذلك من خلال توسيع نطاق برامج التدخل
(محاربة الأمية ومدرسة الفرصة الثانية) ووضع مقاربة وقائية عبر إرساء خلايا اليقظة
خاصة في العالم القروي، ووضع عدة برامج منها: برنامج المواكبة التربوية لفائدة
التلاميذ المتعثرين، وبرنامج الدعم التربوي، وبرنامج الدعم الاجتماعي، وبرنامج
تأهيل المؤسسات التعليمية وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البناءات المدرسية.
ويعد برنامج تيسير، والذي يهدف إلى توفير منح دراسية لفائدة التلاميذ
والتلميذات المنتمين للأسر الفقيرة، إلى جانب مشروع مليون محفظة، أهم انجازات
البرنامج الاستعجالي في اتجاه الرفع من نسبة المتمدرسين والاحتفاظ بهم لأطول مدة
ممكنة، تحقيقا لهدف إلزامية التعليم ومجانيته إلى حدود 15 سنة.
2. الإجراءات المتخذة على المستوى الأسري
اما على
المستوى الأسري، فعلا هناك اهتمام متزايد من طرف الأباء وحرصهم على تمدرسهم الأمر الذي
يظهر بوضوح تكتلهم في جمعيات آباء و أولياء التلاميذ. لكن كيف يفكر الأب في الابن
الذي يعاني من مشاكل في الفهم؟ في أحسن الأحوال و إذا كان جيبه يسمح بذلك فإنه
يدفع به إلى الاستفادة من دروس خصوصية. لكن
هل سمعنا في عن جمعيات لآباء التلاميذ الذين يعانون من الفشل المدرسي تهدف إلى
التفكير الجدي في السبل الكفيلة بوقف الظاهرة؟ وعلى مستوى الأسر غير المتحمسة لتعليم أبنائها
ينبغي تنظيم حملات داخل صفوفهم توضح لهم أهمية التعليم بالنسبة لمستقبل أبنائهم.
3. مقترحات للحد من الهدر المدرسي
إن هذه الظاهرة المتشعبة تتطلب منا حلولا ملموسة وعميقة وبعد نظر
واعتماد مقاربات جديدة في مواجهتها. وفي هذا الإطار، يمكن تقديم بعض
المقترحات التي نراها مهمة من أجل الحد من الهدر المدرسي وهي كالتالي:
1.3- دور وزارة التربية الوطنية
يتمتل دور الوزارة الوصية في استعادة الأفواج من المتعلمين الذين انقطعوا عن
الدراسة و تسهيل مسطرة ولوجهم الى مقاعد الدراسة في اطار برامج مثلا كبرامج محاربة
الأمية وبرامج التربية غير النظامية، التي تبقى المسلك الوحيد لإعادة الإدماج في
المنظومة ، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لاستقبال كل المستفيدين. وعمليا السلطات التعليمية بالمملكة المغربية
أصدرت منذ سنوات مذكرة تدعوا مجالس التدبير إلى البث عند بداية كل الموسم الراسي
في طلبات الراغبين في العودة إلى كل من فصل من الدراسة لسبب من الأسباب. لكن
المشكل أن الإعلان عن هذا الإجراء تشوبه نواقص أصبح من اللازم بث الخبر عبر وسئل
الإعلام العمومية حتى يصل الخبر إلى أكبر قدر من المعنيين كما يجب تأهيل الساهرين
على العملية قصد تقريب إلى أذهانهم الهدف التربوي منها.
وعلى المستوى
التربوي يجب سلوك مناهج تربوية فاعلة قريبة من عالم المتعلم مع تحقيق العدالة
التربوية من خلال المدرسة و تغيير مفهوم التقييم التربوي الذي يبقى المقياس الوحيد
فيه الامتحان النهائي الأمر الذي يشكل ظلما للتلميذ و تعسفا في النتائج في الوقت
أن كفايات كثيرة يمكن قياسها بشكل مسترسل. مع محاولة المدرسين تنويع أساليب
التعليم و الخروج من الطرق التقليدية العقيمة كمحاولة ناجحة لإشراك الطالب في طرح
المواضيع التربوية الجادة و إيجاد سبل لحلها. وكذالك تأهيل الموارد البشرية
العاملة بالمؤسسات التعليمية واستكمال تكوينها.
2.3- تنمية الفضاء المدرسي
عن طريق تحسين
فضاءات المؤسسة التعليمية لتوفير شروط الراحة والجاذبية للتلاميذ، وتجهيز الوحدات
المدرسية بالماء والكهرباء والمرافق الصحية والرياضية.
العمل على
تحسين الخدمات الاجتماعية للتلاميذ وعائلاتهم وإنشاء صناديق خاصة للطلبة و جمعها
من خلال مؤسسات التزمت بالمساعدات الاجتماعية والتربوية لدعم التلميذ في نفقات التعليم أو في
احتياجات إنسانية أخرى تعود عليه بالفائدة.
إدخال و
تعزيز التكنولوجيا الحديثة في طرق اكتساب المعارف، للتواصل مع الآخر و اللحاق
بالسباقين في هذا المجال و لتطوير نفس المتعلم. مع دعم التدريس بواسطة مشروع يراعي
جميع حيثيات التعليم و الاقتداء بالدوال الرائدة في هذا المجال.
العمل على
تعيين مشرفين اجتماعيين بالمؤسسات التعليمية مهمتهم الاطلاع على ظروف التلميذ
الاجتماعية و النفسية و محاولة البحث عن حلول لما يعترض مسيرته الدراسية من مشاكل
مع التدخل لمواجهة كل سوء فهم يحصل بين التلميذ و بعض المدرسين.
توفير
المؤسسة التعليمية بالعلم القروي و دعم المدرسين بها من أجل حفزهم على الاشتغال
هناك و في حالة انتقال التلميذ لمكان بعيد عن مقر سكناه من أجل الدراسة إما لعدم
وجود المؤسسة أو لاختياره شعبا غير متوفرة ببلدته، يجب توفير السكن له إما في
أقسام داخلية دون تمييز في ذلك بين التلاميذ أو إنشاء مقرات دار الطالب أو
المؤسسات الخيرية.
ضرورة تقريب المدارس من
التجمعات السكانية، وتمتين جسور التواصل بين المدرسة والأسرة ، وكذا معرفة
الصعوبات التي يعاني منها التلميذ في تأقلمه مع المحيط المدرسي، وإفساح المجال
أمامه لإبراز ذاته والتعبير عن رغباته واهتماماته ، علاوة على خلق أنشطة
ثقافية موازية ودعم الأنشطة التربوية.
3.3- اجراءات التدخل و التعبئة و التأطير
تتجلى هذه الإجراءات في النقط
التالية:
· تكثيف التحسيس والتأطير وتقديم الدعم المادي والتربوي والاجتماعي،
ومنها أساسا تحسين جودة الخدمات المدرسية، وتوسيع شبكات المطاعم المدرسية
والداخليات وتعميمها في مختلف المناطق القروية وتجهيزها وترميمها والعناية بها.
· بناء دور ملائمة للفتيات المنحدرات من الوسط القروي وضمان بيئة
تربوية مناسبة، وتوفير مساعدات اجتماعيات لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
· مواصلة تطوير النقل المدرسي لفائدة الأطفال القاطنين بعيدا عن
المنشآت التعليمية، وإحداث جمعيات لهذا الغرض لأجل التتبع.
· الزيادة في المنحة التي تقدمها الحكومة للتلاميذ في وضعية هشة –
في إطار برنامج تيسير– مع رفع عدد الممنوحين والاستفادة من الدعم الاجتماعي.
· تعبئة وانخراط كل الفاعلين (حكومة ومجتمع مدني، وفاعلين محليين
وجهويين، من أجل إرساء خطة استراتيجية شاملة تستهدف التدخل لتحديد المناطق
والجماعات الأكثر حاجة واستعجالية والتي تعرف نسبة كبيرة في الهدر المدرسي.
· انخراط المؤسسات التعليمية، وجمعيات أولياء وأمهات التلاميذ،
والأساتذة، والمربين، ومؤسسات محلية من أجل وضع خطة ميدانية لمحاربة الهدر المدرسي،
من خلال عقد لقاءات مباشرة مع الآباء والأمهات لحثهم على تدريس أبناءهم خاصة
بالبوادي، أو من خلال وضع منشورات ومطويات للتعريف بظاهرة الهدر المدرسي وخطورتها
وأثرها السلبي على التلميذ والمجتمع، وفي المقابل توضيح أهمية التعليم وأثره
الايجابي في حياة أبناءهم وبناتهم.
وخلاصة القول أن محاربة الهدر المدرسي بكل
أشكاله وبمختلف الأسلاك التعليمية بهدف الاحتفاظ بالتلاميذ أكثر ما يمكن داخل
النظام التربوي، يتطلب حلولا عميقة ودعما وطنيا ومساهمة دولية، من
خلال الرصد والاطلاع على الاستراتيجيات والمقاربات المعمول بها في سياقات متعددة
لجعل التلميذ محور الاهتمام، وتقديم أجود الخدمات، وتوفير شروط النجاح المدرسي،
وربط المؤسسة التعليمية بمحيطها بشكل يساعد على تكوين المواطن المتشبث بقيم
المواطنة والهوية والمنفتح أيضا على قيم العصر والديمقراطية.
خاتمة
تشير الدراسات والأبحاث الحديثة [3] أنه بالرغم من التقدم المذهل فيما يتعلق بتقنيات
التدريس و المناهج التربوية عموما الا
أنه لم يتم تخطي مجمل الصعوبات التي تدفع التلاميذ الى الهدر المدرسي. ولعل السبب
في ذلك، صعوبة هذه الظاهرة في حد ذاتها، وتعقد مجالاتها وادراكها. لذا ينبغي علينا
أن نعترف أننا أمام ظاهرة تؤرق كل المجتمعات بشكل عام، والمغرب بشكل خاص،
وتساهم في عدم تطور الفرد بل المجتمع برمته، فهي من العوامل القادرة
على شل حركة المجتمع ووضعه في دائرة التخلف والتقهقر، بعيدا عن مواكبة لغة
العصر في التقدم والانفتاح. وبناء عليه، فقد ارتأينا
من خلال هذا البحث تسليط الضوء عن هذه الإشكالية، التي بلا شك تؤرق بال المسؤولين
عن القطاع التربوي في بلادنا، وذلك لإبراز أبعاد هذه الظاهرة وتلمس أسبابها، مع
وضع بعض المقترحات الكفيلة بالتصدي لها أو الحد منها.
إن ورش الإصلاح الذي تقوده وزارة التربية الوطنية اليوم في
إطار مشاورات جهوية مع الفرقاء والفاعلين الجهويين، يتطلب بكل إلحاح إعادة
النظر في الدور الحالي للمدرسة العمومية في اتجاه تقوية إشعاعها وإبراز
مكانتها. وذلك من أجل ضمان مدرسة عمومية تعيد الثقة
للأسر المغربية، وتكون فضاء جذابا ومستقطبا للتلميذ، مدرسة عمومية تتوفر على بنيات
تحتية جيدة، وتقل فيها الإكراهات والصعوبات التي يعاني منها نظامنا التعليمي منذ
عقود ( الهذر المدرسي، الرسوب، الاكتظاظ ، التكرار،الأمية …).
إن هذا العمل بقدر ما ينطوي عليه من أهمية، فإنه يطمح في
ذات الوقت تحقيق جملة من الأهداف أهمها أن تكون هذه الدراسة دليلاً لمن يعمل في
تدريس عموما سواءً كان مدرساً أو مشرفاً على التعليم أو على القطاع برمته ان يتخد
الاجرءات الازمة للحد من هذه الظاهرة وإعطائها الأهمية التي تستحق ضمن الرؤية
الاستراتيجية لتعليم. ونبرسا لأولياء التلاميذ لتنجب أطفالهم من هذه الظاهرة. وتبقى
هذه الظاهرة مجالا خصبا للبحث و التفكير و مجالا لنقاش بين مختلف االفاعلين
التروبيويين و الباحتين.
المراجع
¨ [1]سلسلة علوم التربية : بيداغوجيا التقويم
والدعم.
¨
[2]محمد مومن : كتاب ظاهرة أطفال الشوارع ص 37الطبعة الثانية ماي 2010.
¨
[3]نظرة عامة عن الحالة الراهنة للمدرسة المغربية – تقرير المجلس العلى
للتعليم
المواقع
الإلكترونية:
0 Commentaires
مرحبا بملاحظتكم و اقتراحاتكم
Merci de votre remarques et de votre commentaires